يعتمد فيلم " The Blind Side " على قصة واقعية؛ لشاب زنجي وهو "مايك أوير" نشأ و تربى في حارة للزنوج حيث كان يكثر في شوارعها تناول المخدرات و الشرب و الدعارة ، و لم يسلم حتى بيته من ذلك حيث كانت والدته تتعاطى المخدارات أمامه.
و صادف أن تتبناه سيدة بيضاء مع عائلتها و لاحظت حبه للكرة الأمريكية فوجهته للاحتراف بها و ساهمت في تدريبه عليها، كما اهتمت برفع مستواه الدراسي حتى يتمكن من الحصول على منحة جامعية ليحقق أحلامه.
و تناول الفيلم أهم قضية و هي عزوف الشباب و القُصّر عن المدارس و الجامعات على الرغم من قدرتهم على التفوق لينضموا لعصابات المخدرات إما للحصول على المخدرات أو للمكسب السريع، بل و لجوئهم للعنف و التسلح، لينتهي الأمر بذهاب أرواحهم ضحية التقاتل بين العصابات في أحياء تتجنب الشرطة الولوج إليها لخطورتها.
لعل أجمل مافي الفيلم هو أن عائلة "مايك" الجديدة احتضنته و أحبته وواجهوا معًا بعض المواقف العنصرية ، كما قام مايك بحماية ابنهم في حادث مروري فكُسِرت ذراعه ، كما نشاهد اختفاء مايك لنرى الأم مستميتة في البحث عنه في الأحياء و الحارات الزنجية الخطيرة لاسترداده.
يؤكد الفلم في آخر المطاف أن هذه الأسرة هي التي حمت مايك من الانجراف و ساهمت في تغيير مسار حياته للأبد.
ويدل الفيلم على أن العائلة هي الحصن الأول للحماية من المخدرات و الدعارة، فهي التي ترشد و تربي و تحتضن و تحمي.
فالعائلة تحمي أفرداها، و أفرادها يحمونها.
هنا مربط الفرس ومسؤولية العائلة التي يريد لها المغرضون التشتت والتفرق ـ فنرى الغرب يحث ويدعوا الوالدين في تربية الطفل على الاستقلالية والإعتماد على النفس والتركيز على حسن المعاملة . حتى يقوى ويشتد عوده, يكون أول من يوجه له ضرباته هم والديه, فلا يعود يقبلهم كما أنهم لا يقبلوا تسلطه وفرض رأيه, فيطرد الأباء الأبناء او يترك الأبناء البيت, ثم لتخلوا عن والديهم في كبرهم وعجزهم رامين لهم في ملجاء يفتقد ادني شروط الحياة البشرية الكريمة. ولا حتى من يسأل او يتابع.
ردحذففإنه لا حول ولا قوة إلا بالله.