شاهدت فيلم يحكي قصة واقعية بطلته فتاة اسمها "تمبل غراندن" عاشت في حقبة السبعينات كانت تعاني من صعوبة التواصل مع الآخرين ، كما تعرضت لسخريتهم منذ طفولتها و حتى في فترة دراستها الجامعية، والماجستير و من ثم الدكتوراة لدرجة أنها ابتكرت لنفسها "صندوق العناق" لتعوض احتياجها للعناق البشري، كما يذكر الفيلم كيف أن أطروحاتها غيرت أنظمة تربية المواشي و قتلها دون إيذائها، حيث يتم استخدام تقنياتها في أكثر من 30% من حظائر المواشي في الولايات المتحدة.
سيقول البعض: كل منّا عانى في حياته، إذن ماهو الذي يميزها عنّا؟
التوحد...
نعم التوحد!
و بالرغم من ذلك تجاوزت اصابتها و استهزاء المجتمع، بل و رفضه لحالتها لينتهي بها المطاف بأن تحمل الماجستير و الدكتوراة في "علم الحيوان"... و أن تصبح كاتبة مقالات و أبحاث، و مبتكرة، و ناشطة اجتماعية...
كما يصور الفيلم الشخصيات التي قامت باحتضانها و هي والدتها التي أصرت على إدخالها المدارس التي يرتادها الطلبة العاديون على الرغم من تشخيص الطبيب لحالتها و توصيته بوضعها في مشفى خاص، و كذلك خالتها –التي تملك حظيرة بقر- التي احتضنتها في الصيف مما حفزها على ابتكارأدوات تعمل تلقائيا، و أيضًا معلمها و قيامه باقناع هيئة التدريس بموهبتها.
يعرض الفيلم امتلاك "تمبل" لذاكرة بصرية مذهلة فهي تحفظ كل ما تراه و تسمعه على هيئة صور في ذهنها حتى النصوص الكتابية و تستعيدها في لمحات، كما أن لديها قدرة تحليلة استثنائية بالنسبة للقياسات و التصميم.
أتساءل عنّا لماذا نعتبر "التوحد" إعاقة يُذعَر منها؟
لماذا لا نعتبر المتوحدين "مختلفين" و ليسوا أقل منّا؟؟
لماذا لا نعتبر قدراتهم التحليلية هبة من عند الله؟
أنصح بالاطلاع على هذا الرابط حيث تظهر فيه تمبل غراندن الحقيقية و هي تتحدث عن المهارات التي يمتلكها المتوحد و التي تتكامل مع احتياجات العالم
http://www.ted.com/talks/temple_grandin_the_world_needs_all_kinds_of_minds.html
جميل ورائع وفعال ماذكر هنا عندما يكون الشخص المعاق واضح الإعاقة ويبحث عن علاج وتحسين الحال .
ردحذفأما الإعاقات النفسية فهي الأمر والأدهى : فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور : نسٍأل المولى ان يكشف عمانا ويرينا الحق ويرزقنا اتباعه .
دام المولى ظلكم وافاد بكم الجهال ومالمحتاجون وهم كثر وعلى رأسهم انا .