الأحد، 20 فبراير 2011

شباب دائم



ذات يوم قررت أن أحصي عدد الاعلانات التجارية في إحدى القنوات العربية أثناء مشاهدتي مسلسلي المفضل ، فكانت النتيجة 44 اعلانًا تجاريًا في أقل من ساعتين ، أكثر من نصفها تركز على المظهر الخارجي للمرأة و خصوصًا درجة لون البشرة و الأسنان و مدى نعومة الشعر و معالجة حبوب الشباب و الرؤوس السوداء, إلا أن أكثر ما استرعى انتباهي هو اعلانات مستحضرات محاربة الشيخوخة و مكافحة علامات التقدم في السن.
و كأن الشيخوخة و علامات التقدم في السن أمراضًا مستعصية تحتاج لحرب و مكافحة!
هذا عدا الرسائل المبطنة التي يقدمها الاعلان التي توهمني بالسعادة و تشعرني بأن زوجي لن يحبني إلا إن بقيت شابة و خالية من التجاعيد و المطبات، هذا إذا افترضنا أن هذه المستحضرات لوحدها تحمي البشرة دون اللجوء لعمليات الشد و النفخ و الرفع و باقي الحركات اللغوية.
و إن قمت بشراء هذه المستحضرات و حقنت بشرتي المستعصية بالبوتكس ,,,,

هل سأكون شابة مدى الحياة؟
هل سأكون سعيدة في حياتي فعلاً؟
و لنفترض جدلا بعد استخدام هذه المستحضرات أنني بقيت بعمر 21 سنة مدى الحياة ألن يتأثر العظم و العضلات و السمع و البصر بتقدم العمر؟؟ أم أنهم سيأتون لنا بمستحضرات جديدة لمحاربة تقدم تلك الأعضاء ؟ ألن نسمع مستقبلا عن عمليات شد للحبال الصوتية للحصول على صوت أكثر عذوبة و نقاوة!
فهل يعقل أن تكون هذه المنتجات التي تعرضها الشركات عن طريق الاعلانات التي تبث في القنوات العربية أثناء مشاهدتي للمسلسل ستجعلني سعيدة إن كانت بشرتي خالية من الــ ............... لحظة ،
انتهت الفقرة الاعلانية , سوف اعود لمشاهدة مسلسلي المفضل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق