في الآونة الأخيرة، لم نعد نستطيع تصنيف أفلام هوليود الكرتونية بأنها للأطفال فقط، فهذه يحضرها الكبار بمثل ما يحضرها الأطفال ولذا نجد فيها نوعاً من الإبهام والخلط.. مشاهد فيها صداقة ومحبة، بريئة ومضحكة وأخرى عنيفة أو تحمل تلميحات جنسية !
في هذا المقال سنتحدث عن الفكرة المحورية في فيلم الكرتون "قصة لعبة". لقد لاقى فيلم الكرتون قصة لعبة Toy Story بأجزائه الثلاثة نجاحاً منقطع النظير، وأخيرا رشح الجزء الثالث منه لجائزة الأوسكار عن أحسن فيلم رسوم متحركة.
أبطال هذا المسلسل الكرتوني هم "وودي" و"بز" شخصيات آدمية أما بقية الشخصيات الرئيسية فهي عبارة عن حيوانات (الديناصور والخنزير والكلب الزنبرك والحصان..) أو شخصيات خالية من بعد إنساني أو حيواني مثل البطاطا الرجل والبطاطا المرأة، المخلوقات الفضائية الثلاثة و"العروسة". يقود هؤلاء طوال السلسلة البطلان "وودي" و"بز" وهما بطلان ظريفان جداً. ونتساءل هنا: ماذا تمثل هذه الشخصيات؟
أبطال هذا المسلسل الكرتوني هم "وودي" و"بز" شخصيات آدمية أما بقية الشخصيات الرئيسية فهي عبارة عن حيوانات (الديناصور والخنزير والكلب الزنبرك والحصان..) أو شخصيات خالية من بعد إنساني أو حيواني مثل البطاطا الرجل والبطاطا المرأة، المخلوقات الفضائية الثلاثة و"العروسة". يقود هؤلاء طوال السلسلة البطلان "وودي" و"بز" وهما بطلان ظريفان جداً. ونتساءل هنا: ماذا تمثل هذه الشخصيات؟
"وودي" الدمية الكاوبوي تمثل راعي البقر الأمريكي .. أي ماضي وثقافة الحضارة الأمريكية، فراعي البقر هو ذلك الرجل الوسيم شديد الاعتداد بنفسه يتمخطر بخطواته الواثقة أو يتبختر على صهوة حصانه. راعي البقر هو الذي يحمي أرضه مهما كلفه الأمر ويفوز على كل أعدائه الهمج والبربر.. ولكن مهلاً.. تلك الأرض التي يحميها ليست أرضه فقد سلبها وسرقها من أصحابها بعد أن قتلهم رجالاً ونساءأ وأطفالاً وشردهم بحجة أنهم أقل منه، أغبياء لا يفقهون شيئاً .. وأعدائه هم أصحاب الأرض الهنود الحمر أهل حضارة امتدت لمئات السنين. ودائماً ما يظهر راعي البقر أو الكابوي بصورة مثيرة وبراقة في الإعلام، ولكنه في الحقيقة رجل عنصري محتل قاتل ومغتصب.. رجل بامتلاكه فقط للمسدس -هذا الاختراع البغيض- أنهى حضارة أمريكا واستراليا. الكاوبوي هو رمز لرؤية امبرالية واستعمارية للآخر.
أما "بز" الدمية الإلكترونية التي تعمل بالطاقة فهي التكنولوجيا والعلم .. أي حاضر ومستقبل الحضارة الغربية وتحديداً الأمريكية. وهي بالطبع حضارة مادية همشت البعد الروحي للإنسان وألغت المعايير وأحلت الإباحية والعلمانية الشاملة لكل جوانب حياة الفرد. ليس هذا فقط بل إن الحضارة العلمية الأمريكية استعمرت العالم بأجمعه بقواعدها العسكرية التي يتجاوز عددها 700 قاعدة في 130 دولة!!
وبقية الأبطال الذين في أغلبيتهم حيوانات أو كائنات غريبة فنحن نعتقد أن هؤلاء يمثلون الآخر، أي الحضارات التابعة للحضارة الغربية، ومنذ أن بدأ انتاج الأفلام الأمريكية كانت ومازالت هذه تحتوي على رسائل خفية أو مباشرة بشرعية التحكم بالآخر وامتصاص ثرواته فهي شعوب تحتاج إلى من يقودها لأنها متخلفة غبية أو همجية غوغائية وذات ديانات خرافية اضطهادية .. وإرهابية طبعاً.
إذن "وودي" و"بز" يمثلان عقيدة الرجل الأمريكي مسلحاً بالتكنولوجيا حيث سيقود العالم ويرشده إلى الخلاص وإلى السلام .. حسبما يرتئيه هو بالطبع!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق