السبت، 2 أبريل 2011

Agora و التعصب الديني


"أقورا" أو "Agora" هو فلم من انتاج أسباني يصور الحياة السياسية و الفكرية في مدينة الإسكندرية عام 400م - في آخر أيام الإمبراطورية الرومانية – كما يصور الصراع الديني بين الوثنية و اليهودية و المسيحية.

و يتمحور حول قصة حياة "هيباتيا" و هي فيلسوفة يونانية من الطبقة الغنية كانت تجمع التلاميذ حولها لتعلمهم الفلسفة و الفلك و الهندسة, و كان هاجسها الوحيد هو إيجاد تفسير لحركة دوران الأفلاك و خصوصًا حركة دوران الشمس و الأرض (1)، و حسب مشاهد الفلم فإن أحد طلبتها و هو "اوريستيس" يقع في حبها، فيحميها و يحمي والدها من الموت في أكثر من موقف، و آخر و هو "ديفوس" عبد عندها يخذلها في أكثر من موقف، هذه المشاهد ضرورية لإدخال عنصر الإثارة و الدراما في الفلم.

إلا أن أهم موضوع يتناوله الفلم هو : التعصب و التطرف في الأديان و نتائجه و يصور ذلك عند اجتياح الدين المسيحي لتلك المدينة التي يعتنق معظمها الوثنية و فيها أقلية يهودية.

و أهم الانتقادات الموجهة لذلك الفيلم:

1. هل يُعقل أن الفيلسوفة "هيبيتيا" العازفة عن الرجال ، أن تكون عازفة و منعزلة عن الأحداث حولها وعن المؤامرات التي تُحاك عليها؟؟

فإن سلمنا أنها كانت منغمسة في العلم لتلك الدرجة التي ألهتها عما حولها،ألا يُسمى ذلك باستحمار العلم؟؟

2. لعل المشاهد تقودنا إلى التعاطف مع اليهود في آخر المطاف بعد أن كنّا متعاطفين مع المسيحيين.

3. يصور الفلم المسيحيين بالهمجيين و قاتلي شوارع بإسم الرب، في سلسة من العنف و القتل، فلا ينتهي العنف إلا ليبدأ.

4. الرسالة المبطنة للفلم قد لا يمكن إدراكها بسهولة هي: تبرير الإلحاد؛ حيث ان الإلحاد يُشجع على التفكر و التأمل و العلم و إنقاذ البشرية و المسؤولية، على عكس الأديان و التي هي الهمجية و الوحشية بعينها و التي تحرم العقل من التفكير في الكون، هذه الأديان التي تقتل العلماء و الفلاسفة و تحرم المرأة من حقوقها التي كانت مكتسبة في العهود السحيقة ، الدين هو الذي يدعو إلى التعصب الأعمى و إلى الجهل و قتل من يعتنق معتقد آخر .

5. كما صور أن الدين هو الستار الذي يتستر به رجال الكنيسة و السياسة على حدٍ سواء و تحريف الكتب لإرغام الآخرين على اتباعهم لأنهم في خُطى الإله.

6. اختلاف بين المؤرخين في تاريخ حرق مكتبة الإسكندرية بعض المصادر التاريخية تقول أن عام 48 قبل الميلاد.


و لعل أقوى مشهد في الفلم عندما يحاور الأسقف "سانيسيوس" الفيلسوفة هيباتيا -كان تلميذا عندها في السابق- في محاولة ليقنعها بالمسيحية قائلا: بما أننا نحن و أنتِ متساوون إذن فأنتِ مسيحية مثلنا، فردت عليه بأن المرء عندما يعتقد فإنه لا يتشكك بما يعتقده، في رسالة واضحة بأنها تشكك في المسيحية.


و أحسن ما في الفلم هو تصوير قباحة و بشاعة التعصب الديني سواء الوثني أم اليهودي أم المسيحي و رفض كلٍ منهم للآخر،

و ذلك يقودني إلى السؤال التالي: هل أختلف أنا عن المسيحي أو اليهودي الظاهرون في الفلم عندما أتعصب ضد الآخر دون عقل ؟


___________________________________________________

(1) قد تكون هي أول من اكتشف أن مدار الأرض حول الشمس بشكل بيضاوي و ليس بشكل دائري كما كان يُتصور في ذلك الحين بأن الأرض مسطحة و أنها مركز الكون




هناك 3 تعليقات:

  1. إذا الفيلم يدعو للإلحاد بداعي أن الأديان هي سبب القتل والدمار. هذا الكلام صحيح بالنسبة للأديان المحرفة والمذاهب المسيسة أو الني هيمن عليها أدعياء كذبة. هذا المنطق خطير فالأوروبيون أمعنوا في إلحادهم بعد هوائل الحرب العالمية الثانية. لذا يجب أن تتضافر الجهود في تحرير الدين الإسلامي من الأفكار المذهبية ومن علماء السلطة والسوء. هذا هو السبيل لتجنيب مجتمعاتنا ويلات الاقتتال ولتجنيبهم لاحقاً من الإلحاد. والله المستعان.

    ردحذف
  2. نعم يجب ان يتخلص الإسلام من التطرف و المذهبية لتجنيب مجتمعاتنا من الاقتتال والإلحاد.
    إلا أنني أتصور يا سيدي أنه في عصرنا الحالي و في مجتمعاتنا بالذات -وهي ذات خصوصية دينية- يتم جر الناس للعلمانية أولاً ثم تأهيلهم للإلحاد، فيجب أن ينفصل العقل عن الدين أولا و هي مرحلة العلمانية و بعد ذلك ينكر العقل الدين و هو الإلحاد!!

    و الله يحسّن الأحوال...

    ردحذف
  3. لا اخفيكم ان هذا الموضوع يستنزف كل شعره من صبري !! اننا كمسلمون موحدون علينا ان نتجاوز عن إختلافاتنا الماضيه و ننهي الخلافات التي تنشئ على امور لسنا من اوجدناها او إختلقناها. الماضي رحل بخط واحد لا عوده له و ليس من العقل ان نعيش في هذه الخلافات التي توهن الجسد الواحد كما اوصانى المصطفى صلوات الله عليه و على آله في الحديث الشريف. انني اقترح ان نبحث عن من هم الذين يسعون الى صب الوقود علي الجمر كلما خمدت اشعلوها و اضرموا النار من جديد!! لا ناقه لنا ايها الإخوه في الفرقه ولا جمل. علينا ان نلتفت الي الفخ الذي ينصب لنا ... يا أمتي انتي مستهدفه انهم يزرعون الشوك بين عشبك و يملؤنه بالمتفجرات و الأسلحه التي لا يسمحون لكي ان تقتنيها بحر مالك .. انهم يعدون العده لنزع فتيل حرب ضروس لا مفر منها ... فاستعدي  

    ردحذف