الجمعة، 3 يونيو 2011

الرمز الثقافي الهوليودي... جوهرة في محجر العين

إذا كانت الشركات المتعددة الجنسيات قد اكتسحت العالم بالعلامة التجارية (الماركة) فإن السينما قد اكتسحته بالرمز الثقافي (الأيقونة الثقافية) الذي يكون حيناً ممثلاً سينمائياً أو بطلاً خارقاً خيالياً.

تقوم الآلة الإعلامية هوليود بصناعة هذا الرمز الثقافي العابر للزمان والمكان، عابر للزمان بقدرته على حلحلة الموروث الثقافي وقدرته على توريث نفسه ثقافياً من جيل لآخر، وعابر للمكان بقدرته على اختراق الثقافات في أداني الأرض وأقاصيها. ولكي يأخذ هذا الرمز فعاليته يتم ترسيخه بأكثر من وسيلة ضمن تجارة مربحة فنراه في القصص والروايات والأفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة والأدوات المدرسية : كراسات الرسم والتلوين والأقلام وحاجيات الأطفال والألعاب وألعاب الفيديو وأزياء التنكر، ونراه مطبوعاً كذلك على ملابس الأطفال في صدورهم.

كل إناء بما فيه ينضح، وكذلك كل رمز ثقافي بمحتواه المرمز إليه ينضح. فما المتوقع إن كان الصانع للرمز هوليود؟! هوليود ذلك العالم المرتكز على ثقافة مادية إلحادية تستبدل بالإله الأوحد آلهة شتى من مادة وغريزة وعلم وطبيعة. هي جناية والله أن نتلقى ونستهلك هذه الرموز الثقافية ثم نعطيها بجهالة وسذاجة لأبنائنا كيما يستهلكوها من باب الترفيه ليتشكل بها وجدانهم ومفاهيمهم، ثم نستغرب بعد ذلك شيوع أفكار غريبة وكأنها هبطت على رؤوس الأطفال والشباب من غير مقدمات. عزيزي القارئ لا تستغرب من عقل وعاطفة ربتها الأم هوليود وغذّتها بلبن أبيض جميل في لونه أسود خبيث في حقيقته كعادتها في التزيين والتزييف. أتزرع شوكاً ثم تنتظر العنب؟! أترى حين تفقأ عينيك.. ثم تثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟

الاثنين، 23 مايو 2011

سأحميكِ يا عائلتي



يعتمد فيلم " The Blind Side " على قصة واقعية؛ لشاب زنجي وهو "مايك أوير" نشأ و تربى في حارة للزنوج حيث كان يكثر في شوارعها تناول المخدرات و الشرب و الدعارة ، و لم يسلم حتى بيته من ذلك حيث كانت والدته تتعاطى المخدارات أمامه.

و صادف أن تتبناه سيدة بيضاء مع عائلتها و لاحظت حبه للكرة الأمريكية فوجهته للاحتراف بها و ساهمت في تدريبه عليها، كما اهتمت برفع مستواه الدراسي حتى يتمكن من الحصول على منحة جامعية ليحقق أحلامه.

و تناول الفيلم أهم قضية و هي عزوف الشباب و القُصّر عن المدارس و الجامعات على الرغم من قدرتهم على التفوق لينضموا لعصابات المخدرات إما للحصول على المخدرات أو للمكسب السريع، بل و لجوئهم للعنف و التسلح، لينتهي الأمر بذهاب أرواحهم ضحية التقاتل بين العصابات في أحياء تتجنب الشرطة الولوج إليها لخطورتها.

لعل أجمل مافي الفيلم هو أن عائلة "مايك" الجديدة احتضنته و أحبته وواجهوا معًا بعض المواقف العنصرية ، كما قام مايك بحماية ابنهم في حادث مروري فكُسِرت ذراعه ، كما نشاهد اختفاء مايك لنرى الأم مستميتة في البحث عنه في الأحياء و الحارات الزنجية الخطيرة لاسترداده.

يؤكد الفلم في آخر المطاف أن هذه الأسرة هي التي حمت مايك من الانجراف و ساهمت في تغيير مسار حياته للأبد.

ويدل الفيلم على أن العائلة هي الحصن الأول للحماية من المخدرات و الدعارة، فهي التي ترشد و تربي و تحتضن و تحمي.



فالعائلة تحمي أفرداها، و أفرادها يحمونها.



الأحد، 8 مايو 2011

هل المرض إعاقة؟




شاهدت فيلم يحكي قصة واقعية بطلته فتاة اسمها "تمبل غراندن" عاشت في حقبة السبعينات كانت تعاني من صعوبة التواصل مع الآخرين ، كما تعرضت لسخريتهم منذ طفولتها و حتى في فترة دراستها الجامعية، والماجستير و من ثم الدكتوراة لدرجة أنها ابتكرت لنفسها "صندوق العناق" لتعوض احتياجها للعناق البشري، كما يذكر الفيلم كيف أن أطروحاتها غيرت أنظمة تربية المواشي و قتلها دون إيذائها، حيث يتم استخدام تقنياتها في أكثر من 30% من حظائر المواشي في الولايات المتحدة.

سيقول البعض: كل منّا عانى في حياته، إذن ماهو الذي يميزها عنّا؟

التوحد...

نعم التوحد!

و بالرغم من ذلك تجاوزت اصابتها و استهزاء المجتمع، بل و رفضه لحالتها لينتهي بها المطاف بأن تحمل الماجستير و الدكتوراة في "علم الحيوان"... و أن تصبح كاتبة مقالات و أبحاث، و مبتكرة، و ناشطة اجتماعية...

كما يصور الفيلم الشخصيات التي قامت باحتضانها و هي والدتها التي أصرت على إدخالها المدارس التي يرتادها الطلبة العاديون على الرغم من تشخيص الطبيب لحالتها و توصيته بوضعها في مشفى خاص، و كذلك خالتها –التي تملك حظيرة بقر- التي احتضنتها في الصيف مما حفزها على ابتكارأدوات تعمل تلقائيا، و أيضًا معلمها و قيامه باقناع هيئة التدريس بموهبتها.

يعرض الفيلم امتلاك "تمبل" لذاكرة بصرية مذهلة فهي تحفظ كل ما تراه و تسمعه على هيئة صور في ذهنها حتى النصوص الكتابية و تستعيدها في لمحات، كما أن لديها قدرة تحليلة استثنائية بالنسبة للقياسات و التصميم.

أتساءل عنّا لماذا نعتبر "التوحد" إعاقة يُذعَر منها؟

لماذا لا نعتبر المتوحدين "مختلفين" و ليسوا أقل منّا؟؟

لماذا لا نعتبر قدراتهم التحليلية هبة من عند الله؟

أنصح بالاطلاع على هذا الرابط حيث تظهر فيه تمبل غراندن الحقيقية و هي تتحدث عن المهارات التي يمتلكها المتوحد و التي تتكامل مع احتياجات العالم


http://www.ted.com/talks/temple_grandin_the_world_needs_all_kinds_of_minds.html

الأحد، 17 أبريل 2011

بالأحذية تحقق الأحلام ؟؟!!





"ديزني" أو شركة والت ديزني تأسست عام 1923م وهي أكبر مجموعة شركات إعلام في العالم من حيث العائدات، و بالطبع الشركة الرائدة إن لم تكن شبه الوحيدة في صناعة الرسوم المتحركة.و لها أكبر و أفضل الاستديوهات في هوليود، كما تدير شبكة أي بي سي ABC broadcast television network و قناة الرياضةESPN ، و غيرها.

كانت الشركة من العناصر المكونة لمؤشر داو جونز الصناعي منذ عام 1991.

ما أعرفه اليوم عن إمبراطورية ديزني أنها دخلت كل بيت في العالم و لا يوجد طفل لا يعرف ميكي ماوس أو سندريلا هذا إذا لم يكونوا يشاهدون قناة ديزني يوميًا مرارًا.

أما ما سأتكلم عنه الآن فهي أفلام الكرتون للشخصيات التالية:


سندريلا ، الجميلة و الوحش، الجميلة النائمة، بياض الثلج ، حورية البحر الصغيرة *.


باختصار معظم المشاهد ُتعرَض بالشكل التالي:

1. الأم غير موجودة؛ بالتالي دورها غير موجود و إرشادها و توجيهها غير موجود أيضًا، فإن سندريلا و أخواتها –وكلهن فتيات مراهقات - سيعتمدن على "الساحرات" الطيبات أو على "الحيوانات" أو " أشياء" في إرشادهن و مساعدتهن و توجيههن.

2. البطلات يمثلن الخير المطلق و الجمال المطلق، و أعدائهن الشر المطلق و البشاعة المطلقة.

3. إن الحل لكل المشاكل و المعضلات و الهموم لا يكون بالعمل الجاد أو الاجتهاد أو الحكمة بل في................. السحر.

4. السعي للزواج بالأمير أو السعي وراء الحبهو الهدف الأسمى ، و من أجله تهون كل التضحيات حتى و إن تنازلت البطلة عن صوتها وهويتها و والدها و مجتمعها لهذا الأمير الوسيم الشجاع .

5. لماذا تكون البطلة معزولة دائما من الناس؟؟ إما في الغابة أو القصر البعيد؟؟

6. السمة البارزة للحوار في كل الأفلام هي الحديث مع الحيوانات.

7. ماهي الفكرة من عرض القُبَل في كل هذه الأفلام؟؟ كما في هذا الرابط (الرجاء مشاهدته لنهايته)

http://www.youtube.com/watch?v=tXmLRHnoSAs


أتساءل عما تريد شركة والت ديزني من ترسيخ هذه المشاهد والحكايات الخيالية في بال أطفال العالم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


وهل من المعقول أن تتحقق أحلام سندريلا بالحذاء؟؟


________________________________________________

*للمعلومية تلبس حورية البحر الصغيرة في معظم الفلم قطعة واحدة من الملابس..

لحظة..

قلتُ تلبس قطعة ملابس؟؟ .........أقصد لا تلبس إلا صدفتين فقط.




الاثنين، 11 أبريل 2011

عندما يصبح البطل الخارق بطلاً أرعن



في الأعمال الدرامية لا يكون بطل القصة بالضرورة المثال الذي يراد الاحتذاء به بل يكون غالباً تصويراً واقعياً لشخصية تتعرض لتحديات خارجية تتحول في ذروتها إلى تحد داخلي نفسي أو عاطفي. وتتجلى في هذا الصراع سمات البطل وأفعاله بما فيها من صواب وخطأ أو خير وشر. هذا الصراع يمكّن كاتب القصة من سبر أغوار النفس البشرية وبناء سيناريو يحكم عليه القارئ أو المشاهد. في هذه الدراما يدرك المشاهد أن البطل لا يمثل بالضرورة الخير وإن مثله فليس تمثيلاً مطلقاً بل لجزئية تلامس معنىً سامياً في نفس البطل. وهو كذلك إن وضعته القصة في جانب الشر فلا يشترط أن يمثله مطلقاً وإنما يمثله على الأغلب جزئياً. هذه الحالة الدرامية الواقعية تبلغ الغاية في الخطورة حين تجعل الحاجة ماسة سينمائياً للمؤثرات العاطفية والإخراج الماكر والرسائل المبطنة من أجل مضاعفة التأثير اللا أخلاقي على المشاهد لأن بطل القصة لا يكفي لهذا الدور فهو ليس قدوة له.



الأمر مختلف عندما ننتقل إلى نوعية أخرى من القصص وهي قصص
الأبطال ذوي القدرات الخارقة
Superhero وأشهر أمثلتها الرجل الخارق سوبرمان والرجل الوطواط باتمان. فهذه القصص لا تعتمد على الصراع النسبي بين الخير والشر بل تتخلى عن هذا الواقع وتتجه نحو دراما ساذجة تتكئ على الصراع المطلق بين الخير المطلق والشر المطلق اللذين يمثلان ببطل ومجرم. وبالتالي يغيب الصراع الداخلي الذي يعتمل داخل نفس البطل إذ لا حاجة له فالبطل هو الخير نفسه. وهنا يبرز معنى الكمال المتجسد في شخص والمثال الذي تهفو إليه أفئدة الأطفال ويدغدغ كبرياء الرجال وأحلام النساء.


مكمن الخطورة في هذا النوع من القصص هو في إمكانية تشويه معنى الكمال وصورته في الأخلاق والصفات لدى القارئ أو المشاهد وذلك بتفكيك منظومة الأخلاق ثم تزوير معنى الكمال ليصبح بمعنى الإفراط الرهيب في استخدام كل خلق أو صفة على حدة. وكثيراً ما يكون هذا الإفراط من أجل تلبية النزوات وتحقيق الذات. فالبطل إذا غضب استشاط حتى يضرب بعنف، وإذا ضرب دمر وقتل، وإذا قتل أساء القتلة. وهو إن خاصم فجر في خصومته وإن حقد انتقم شر انتقام وإن قدم التضحيات فبنفسه ونفوس الأبرياء المجهولين وإن عفا فحتى عن الغدّار المتربص.


ولعل فيلم الرجل الحديدي Iron Man (الجزء الأول) يعد مثالاً جيداً على ما سبق. فالسمة العامة للبطل هو الطيش أي أنه شديد الإفراط في إظهار صفاته. فيصل به تقدير الذات والثقة بالنفس إلى حد الغرور وعبادة الشهرة والأضواء فنراه في آخر الفيلم يصرح للصحافة بأنه هو الرجل الحديدي. ونرى أنه لمجرد الانتقام من آسريه يقطع عشرات الآلاف من الكيلومترات ليصل إلى أعدائه وينتقم منهم في أفغانستان. ونراه كذلك كيف يفرط في استخدام القوة كمنطق لحل الصراع بين الخير والشر. وفي تشويه آخر لمعنى كمال الرجولة يصوره الفيلم بالرجل الأعزب الفاحش الثراء صاحب المغامرات اللا عاطفية حتى ينظر إليه كزير نساء.


قد يعترض أحدهم بأن البطل الخارق لا يمثل الكمال فلا تعدّ أخلاقه وصفاته تشويهاً لهذا المعنى الراقي. هو اعتراض وجيه خاصة بالنسبة لأحدث الأفلام من هذا النوع. ولكن اسأل طفلاً عن مشاعره تجاه البطل الخارق المنقذ والمخلص بل اسأل بائعي لعب الأطفال وأزياء التنكر وستجد الجواب أن هؤلاء أنبياء عصر السينما.


السبت، 9 أبريل 2011

"الأيادي الموهوبة " أو "gifted hands" و طاقات الدماغ اللامحدودة




يعرض هذا الفلم سيرة حياة الطبيب الموهوب بن كارسون وانجازاته التي غيرت تاريخ الطب في عالم جراحة المخ و الأعصاب ،و كيف أنه تجاوز طفولته الصعبة بدون والد كما تجاوز العنصرية السائدة آنذاك في الستينات، و عرض الصعوبات التي واجهها في الجامعة و بعد التحاقه بالمركز الطبي بجامعة جونز هوبكنز.

كما تميزت حياته بوجود أمه التي لعبت دورًا رئيسيًا في نجاحاته في حياته، و خصوصًا في طفولته.

و أهم المحطات التي استرعت اهتمامي في حياته:

1. اجبار الأم أبناءها (بن و أخيه) على قراءة كتابين أسبوعيًا و كتابة ملخصات عنها.

2. منعت الأم أبناءها من مشاهدة التلفاز طوال الأسبوع إلا من برنامج واحد يجب أن يكون ثقافيا.

3. قيامه بقراءة المناهج و الكتب الجامعية بنفسه بدلا عن حضور محاضرات في الجامعة.

4. على الرغم من إنشغاله الكبير إلا أنه كان يجد وقتًا للهوايات.

أجد أن أهم ما يستفاد من هذا الفلم هو التالي:

1. أهمية دور القراءة و كذلك الكتابة للتفوق في أي علم.

2. أهمية توسيع الأفق في التفكير و التحليل لإطلاق سراح الأفكار لحل أمراض الدماغ و غيرها.

3. تجاوز فقدان الوالد في الحياة و تجاوز العنصرية.

4. روح العطاء للجميع.

5. أهمية تبني المجتمع و الجامعة للأشخاص الموهوبين حتى لا تضيع مواهبهم سدى.


كما عرض الفلم طاقات الدماغ المدهشة و كيفية بناءه لذاته حتى عندما يتم استئصال نصفه، حيث كان د.بن أول جراح في العالم نجح بفصل التوأم بيندر (التصاق مؤخرة الرأس) التوأم المتحد، حيث كانت العمليات تفشل في هذا المجال دائمًا ما يؤدي إلى وفاة أحد أو كل من الرضع، َ تكوّن فريقه الطبي من سبعين جراحًابقيادته، و عملوالمدة 22 ساعة متصلة حتى نجاح العملية.

أنصح بمشاهد الفلم فيه الكثير من العبر و الدروس.



السبت، 2 أبريل 2011

Agora و التعصب الديني


"أقورا" أو "Agora" هو فلم من انتاج أسباني يصور الحياة السياسية و الفكرية في مدينة الإسكندرية عام 400م - في آخر أيام الإمبراطورية الرومانية – كما يصور الصراع الديني بين الوثنية و اليهودية و المسيحية.

و يتمحور حول قصة حياة "هيباتيا" و هي فيلسوفة يونانية من الطبقة الغنية كانت تجمع التلاميذ حولها لتعلمهم الفلسفة و الفلك و الهندسة, و كان هاجسها الوحيد هو إيجاد تفسير لحركة دوران الأفلاك و خصوصًا حركة دوران الشمس و الأرض (1)، و حسب مشاهد الفلم فإن أحد طلبتها و هو "اوريستيس" يقع في حبها، فيحميها و يحمي والدها من الموت في أكثر من موقف، و آخر و هو "ديفوس" عبد عندها يخذلها في أكثر من موقف، هذه المشاهد ضرورية لإدخال عنصر الإثارة و الدراما في الفلم.

إلا أن أهم موضوع يتناوله الفلم هو : التعصب و التطرف في الأديان و نتائجه و يصور ذلك عند اجتياح الدين المسيحي لتلك المدينة التي يعتنق معظمها الوثنية و فيها أقلية يهودية.

و أهم الانتقادات الموجهة لذلك الفيلم:

1. هل يُعقل أن الفيلسوفة "هيبيتيا" العازفة عن الرجال ، أن تكون عازفة و منعزلة عن الأحداث حولها وعن المؤامرات التي تُحاك عليها؟؟

فإن سلمنا أنها كانت منغمسة في العلم لتلك الدرجة التي ألهتها عما حولها،ألا يُسمى ذلك باستحمار العلم؟؟

2. لعل المشاهد تقودنا إلى التعاطف مع اليهود في آخر المطاف بعد أن كنّا متعاطفين مع المسيحيين.

3. يصور الفلم المسيحيين بالهمجيين و قاتلي شوارع بإسم الرب، في سلسة من العنف و القتل، فلا ينتهي العنف إلا ليبدأ.

4. الرسالة المبطنة للفلم قد لا يمكن إدراكها بسهولة هي: تبرير الإلحاد؛ حيث ان الإلحاد يُشجع على التفكر و التأمل و العلم و إنقاذ البشرية و المسؤولية، على عكس الأديان و التي هي الهمجية و الوحشية بعينها و التي تحرم العقل من التفكير في الكون، هذه الأديان التي تقتل العلماء و الفلاسفة و تحرم المرأة من حقوقها التي كانت مكتسبة في العهود السحيقة ، الدين هو الذي يدعو إلى التعصب الأعمى و إلى الجهل و قتل من يعتنق معتقد آخر .

5. كما صور أن الدين هو الستار الذي يتستر به رجال الكنيسة و السياسة على حدٍ سواء و تحريف الكتب لإرغام الآخرين على اتباعهم لأنهم في خُطى الإله.

6. اختلاف بين المؤرخين في تاريخ حرق مكتبة الإسكندرية بعض المصادر التاريخية تقول أن عام 48 قبل الميلاد.


و لعل أقوى مشهد في الفلم عندما يحاور الأسقف "سانيسيوس" الفيلسوفة هيباتيا -كان تلميذا عندها في السابق- في محاولة ليقنعها بالمسيحية قائلا: بما أننا نحن و أنتِ متساوون إذن فأنتِ مسيحية مثلنا، فردت عليه بأن المرء عندما يعتقد فإنه لا يتشكك بما يعتقده، في رسالة واضحة بأنها تشكك في المسيحية.


و أحسن ما في الفلم هو تصوير قباحة و بشاعة التعصب الديني سواء الوثني أم اليهودي أم المسيحي و رفض كلٍ منهم للآخر،

و ذلك يقودني إلى السؤال التالي: هل أختلف أنا عن المسيحي أو اليهودي الظاهرون في الفلم عندما أتعصب ضد الآخر دون عقل ؟


___________________________________________________

(1) قد تكون هي أول من اكتشف أن مدار الأرض حول الشمس بشكل بيضاوي و ليس بشكل دائري كما كان يُتصور في ذلك الحين بأن الأرض مسطحة و أنها مركز الكون