الاثنين، 23 مايو 2011

سأحميكِ يا عائلتي



يعتمد فيلم " The Blind Side " على قصة واقعية؛ لشاب زنجي وهو "مايك أوير" نشأ و تربى في حارة للزنوج حيث كان يكثر في شوارعها تناول المخدرات و الشرب و الدعارة ، و لم يسلم حتى بيته من ذلك حيث كانت والدته تتعاطى المخدارات أمامه.

و صادف أن تتبناه سيدة بيضاء مع عائلتها و لاحظت حبه للكرة الأمريكية فوجهته للاحتراف بها و ساهمت في تدريبه عليها، كما اهتمت برفع مستواه الدراسي حتى يتمكن من الحصول على منحة جامعية ليحقق أحلامه.

و تناول الفيلم أهم قضية و هي عزوف الشباب و القُصّر عن المدارس و الجامعات على الرغم من قدرتهم على التفوق لينضموا لعصابات المخدرات إما للحصول على المخدرات أو للمكسب السريع، بل و لجوئهم للعنف و التسلح، لينتهي الأمر بذهاب أرواحهم ضحية التقاتل بين العصابات في أحياء تتجنب الشرطة الولوج إليها لخطورتها.

لعل أجمل مافي الفيلم هو أن عائلة "مايك" الجديدة احتضنته و أحبته وواجهوا معًا بعض المواقف العنصرية ، كما قام مايك بحماية ابنهم في حادث مروري فكُسِرت ذراعه ، كما نشاهد اختفاء مايك لنرى الأم مستميتة في البحث عنه في الأحياء و الحارات الزنجية الخطيرة لاسترداده.

يؤكد الفلم في آخر المطاف أن هذه الأسرة هي التي حمت مايك من الانجراف و ساهمت في تغيير مسار حياته للأبد.

ويدل الفيلم على أن العائلة هي الحصن الأول للحماية من المخدرات و الدعارة، فهي التي ترشد و تربي و تحتضن و تحمي.



فالعائلة تحمي أفرداها، و أفرادها يحمونها.



الأحد، 8 مايو 2011

هل المرض إعاقة؟




شاهدت فيلم يحكي قصة واقعية بطلته فتاة اسمها "تمبل غراندن" عاشت في حقبة السبعينات كانت تعاني من صعوبة التواصل مع الآخرين ، كما تعرضت لسخريتهم منذ طفولتها و حتى في فترة دراستها الجامعية، والماجستير و من ثم الدكتوراة لدرجة أنها ابتكرت لنفسها "صندوق العناق" لتعوض احتياجها للعناق البشري، كما يذكر الفيلم كيف أن أطروحاتها غيرت أنظمة تربية المواشي و قتلها دون إيذائها، حيث يتم استخدام تقنياتها في أكثر من 30% من حظائر المواشي في الولايات المتحدة.

سيقول البعض: كل منّا عانى في حياته، إذن ماهو الذي يميزها عنّا؟

التوحد...

نعم التوحد!

و بالرغم من ذلك تجاوزت اصابتها و استهزاء المجتمع، بل و رفضه لحالتها لينتهي بها المطاف بأن تحمل الماجستير و الدكتوراة في "علم الحيوان"... و أن تصبح كاتبة مقالات و أبحاث، و مبتكرة، و ناشطة اجتماعية...

كما يصور الفيلم الشخصيات التي قامت باحتضانها و هي والدتها التي أصرت على إدخالها المدارس التي يرتادها الطلبة العاديون على الرغم من تشخيص الطبيب لحالتها و توصيته بوضعها في مشفى خاص، و كذلك خالتها –التي تملك حظيرة بقر- التي احتضنتها في الصيف مما حفزها على ابتكارأدوات تعمل تلقائيا، و أيضًا معلمها و قيامه باقناع هيئة التدريس بموهبتها.

يعرض الفيلم امتلاك "تمبل" لذاكرة بصرية مذهلة فهي تحفظ كل ما تراه و تسمعه على هيئة صور في ذهنها حتى النصوص الكتابية و تستعيدها في لمحات، كما أن لديها قدرة تحليلة استثنائية بالنسبة للقياسات و التصميم.

أتساءل عنّا لماذا نعتبر "التوحد" إعاقة يُذعَر منها؟

لماذا لا نعتبر المتوحدين "مختلفين" و ليسوا أقل منّا؟؟

لماذا لا نعتبر قدراتهم التحليلية هبة من عند الله؟

أنصح بالاطلاع على هذا الرابط حيث تظهر فيه تمبل غراندن الحقيقية و هي تتحدث عن المهارات التي يمتلكها المتوحد و التي تتكامل مع احتياجات العالم


http://www.ted.com/talks/temple_grandin_the_world_needs_all_kinds_of_minds.html