السبت، 12 مارس 2011

باربيكان .. هذه حياتي!





      إن حياة الإنسان الخالدة والتي تنبثق من أنوار نفخ الروح الإلهية تتجسد اليوم لتصبح في قارورة شعير منكهة اسمها  "باربيكان".. حياة الإنسان الغالية والتي من المفترض ان تنتهج رسالة الاستخلاف الإلهي في الأرض نراها مؤطرة في تغيير شكل السيارة والخروج مع الاصدقاء للمتعة البحتة ولعب الدبابات البحرية والاهتمام بالموضة والسخافات الموجودة داخل قارورة لمشروب شعير منكه اسمه "باربيكان".


ماذا تريد هذه النوع من الدعيات أن تروج له؟ نعم أعرف أن علم التسويق والدعاية هو من أكذب العلوم التي يتم تدريسها في الجامعات وتخريج طلاب وطالبات لسوق العمل ليمارسوا الكثير من المبالغات وعدم الصدق ، وللاسف في بعض الاوقات الكذب الغير بريء لكي يحققوا الارباح الطائلة لشركات عالمية أهدافها تندرج نحو المزيد والمزيد من تحقيق الأرباح والمزيد والمزيد من نشر العولمة وتمييع الهوية ونشر الفساد وقتل قيم الفضيلة بكل ما تعنية الكلمة باسم التسويق والتروج ومواكبة العصر. وعجيب هذا العصر الذي نواكبه وكأنه هو الذي يتغير وليس الإنسان الذي ينحط ليصبح في طائلة البشر الحيواني المستهلك الغير واعي لكل متغيرات العصر .
أيها لسيدات والسادة كيف يتغير العصر لنواكبه؟ فلنفكر قليلا قبل ان نتهم أحد بالرجعية والتخلف فالمحافظة على قيم الفضيلة ومحاربة الرذيلة ليست من صفات الرجعية ، بل هي من أشرف صفات الإنسان السوى خليفة الله في الارض.
اذاً حياتك أيها الإنسان ليس مندرجة في قاروره منكه مصنعة لتعطيك الترفيه وليس الا الترفيه ، فالحياة أعز وأشرف من أن تكون كذلك.
إن التنويم المغناطيسي الذي يتم ممارسته عبر كل الدعايات الإعلانية لتغيير العصر ومن بعد ذلك نختلق مصطلح مواكبة متغيرات العصر ما هو الا لعب بالعقول الإنسانية لتغيير الفطرة ومسخ الانسان ليصبح مجرد الة مستهلكه ليس يرجى منها إلا العمل والإستهلاك أما التفكير فقد تم القضاء عليه والتحكم في كيفيته وآلياته ، وبذلك تم سلب الوعي..

هذه حياتي
كفاح في وجه الظلم والظالمين
كفاح من أجل التحرر ونشر الوعي
كفاح من أجل رخاء الانسان في أقطار الارض
كفاح من أجل نشر العلم الأصيل الحقيقي
كفاح من أجل نشر قيم الفضيلة
كفاح من أجل الشرف والعزة والكرامة
كفاح من أجل حقوق الإنسان المسلوبة وليس ما يعلنه الغرب
كفاح ضد العنصرية والطائفية

هذه حياتي 

بقلم: أبو نور

هناك 5 تعليقات:

  1. هذا ما نراه حقيقة في أغلب الأعلانات، من اختصار الإنسان في أشياء تافهة ليس لها معنى، وسلب وعيه وشعوره بالمسؤولية. وإبداله بتفاهات سخيفة لا تفيد إنسان ولا تنتج جديدا. فلا يكون لوجود هذا الإنسان من معنى ومسؤولية تتطلب منه الإعطاء والمساعدة عوضا عن الأخذ والإستهلاك.

    موضوع ممتاز، ونشكر هذا الجهد البناء

    ردحذف
  2. يبدو أن التفاهات في الإعلانات التجارية الخليجية تطورت بصورة مريعة... ما أحوج هؤلاء الشباب إلى إيمان وفكر ينير عقولهم

    ردحذف
  3. موضوع رائع و يصب في الصميم ...نعم حياتي ان اكون خليفة الله في الارض حياتي ان اعمل و اجتهد و انجز ...نعم حياتي الكريمة لا يمكن ان تختزل باي حال من الاحوال في قارورة زجاجية معبأة بأتفه المعني و ارخصها...شكرا لكاتب المقال

    ردحذف
  4. قديكون من سياسات الإعلان عن هذا المشروب هو خلق بيئة تتقبل المشروبات المحرمة حيث ان شكه ومذاقة ـ كما علمت ـ يشبه هذه المشروبات. حتي طريقة الأعلان نفسها .
    مزيداً من الوعي لكم الله يرعاكم ويحميكم.

    ردحذف
  5. نعم! أتفق تماما على وجود هذا الاستغلال السيء للرسالة الإعلانية التي تعنى بتقديم نصيحة عن منتج يحمل الحل لمشاكل قد يعاني منها الناس.

    تحولت معظم المنتجات إلى نوعين ؛إما الطريق لأفضل أسلوب حياة أو الحل المثالي لجعل حياة المستهلك سعيدة ، حتى تجد أن الدهون الصناعية مثل بعض زيوت الطعام والسمن أصبحت تحافظ على الصحة والرشاقة كما تدعم الترابط الأسري وكذلك صلة الرحم ، أو ذلك الإعلان عن صابون جديد يقضي على البكتيريا يبعث على الإيمان - بطريق غير مباشر - بأننا كنا نستخدم صابون يزيد الجراثيم طوال حياتنا.

    ردحذف