الأحد، 27 مارس 2011

حصن الأسماء والأوصاف... المسلسلات التركية نموذجاً



وصف للمشهد مقتبس كما هو من موقع قناة إم بي سي الرسمي:

العشق الممنوع الحلقة 117: الغيرة تقتل سمر ومهند
"غيرة سمر الشديدة من نهال بعد خطبتها لمهند، هدأت بعد أن قضت معه لحظات حميمة، خلال الحلقة 117. المفارقة أن مهند تجنب الخوض في علاقة مماثلة مع خطيبته نهال."

انتشرت مؤخراً ظاهرة المسلسلات التركية المدبلجة بريادة مجموعة قنوات إم بي سي. المشترك بين هذه المسلسلات هو أنها لا تنتمي للمنظومة القيمية لمشاهديها في العالم العربي فضلاً عن تمثيلها للمجتمع التركي، كما أنها لا تمثل توجهات إصلاحية لهذه المنظومة متسقة مع المرجعية العقدية لأصحابها. بل على النقيض من ذلك تعمل على تمييع وهزّ هذه القيم برداء تركي إسلامي أوروبي متناقض في جوهره. وكالعادة فإن قيمة الحب وهي من أسمى القيم تصبح أداة فعالة في هذا التمييع لأن مدخل تغيير الأخلاق يكون في المشاعر أولاً ومن ثم يصل إلى السلوك. ولكي تأخذ هذه الأداة مفعولها في تسويغ التمييع فإن كل ما ينتج عنها يوصف بها عن طريق تحوير وتزويق الأسامي والأوصاف. فتصبح العلاقة غير الشرعية علاقة حب وارتكاب الفاحشة ممارسة للحب. ويسمى العاهر حبيبا والخائن مخلصاً في عشقه. وينسحب هذا الأسلوب ليشمل قيماً أخرى. إن حماية المنظومة القيمية والأخلاقية يتطلب بناء حصن من الأسماء الصحيحة والأوصاف الصريحة يكون تفعيله لحظياً أثناء مشاهدة المقطع السينمائي وذلك بوقفة صارمة مع الذات تسقط فيه هذه الأسماء والأوصاف على مسمياتها وموصوفاتها المشاهدة بعيداً عن تبريرات المسببات أوتأثيرات مشاعر التعاطف مع أبطال الحدث لينتج عن ذلك ردة فعل في النفس والشعور توّلد نوعاً من المباينة والمفاصلة تجاه مؤثرات المشهد. مما يؤدي آنياً إلى وعي المشاهد بحقيقة ما يراه ولاحقاً إلى ارتباط المعنى المراد بالمشهد كلما استدعته الذاكرة. وعند ذلك يصبح وصف المشهد وقصة الحلقة في أول المقالة كما يلي وبدون تحفظ:

العشق الحرام (إذ كل ممنوع مرغوب) الحلقة 117:
"غيرة سمر الخائنة لزوجها من نهال (ابنة زوجها) وخطيبة عشيقها العاهر والخائن مهند هدأت بعد أن ارتكبت معه فاحشة الزنا. المفارقة أن العاهر مهند تجنب الزنا بخطيبته نهال تلك الليلة على الرغم من إغرائها له لا لأن الزواج لم يعقد بعد بل لأنه كاذب في خطبته"

أبو ملاك
26 مارس 2011

هناك 3 تعليقات:

  1. خطيرة خطر السم في العسل ..
    كلها تتكلم وتتحرك حول الشهوات والغرائز ..
    لتكون الهاجس ولحاكم بأمره ومايدور في حول محورها..
    ياريت كل من يشاهد هذه المسلسلات أن يعي مايراد ويحلل كما تعملون هنا.. سلمت اياديكم وحرسكم المولى.

    ردحذف
  2. شكرا لكاتب المقال و الذي اصاب في الطرح و اعادت صياغة ماكتبته القناة مفجع وحقيقي و تركني امام الحقيقة عارية من اي تنميق او تشويش ...اتمنى من كل الاباء والامهات الذين لا يستطيعون منع انفسهم و هالاودهم منمشاهدة هذه المسلسلات المقرفة اتمنى منهم على الاقل ان يشرحو لابنائهم فداحة المصيبة التي يشاهدونها و توعيتهم بالكلام على الاقل بأن ما يرونه لا يشكل و لا حتى واقع الشعب التركي وهذا ما سمعته من احد الممثلين المشهورين و الذي مثل في مسلسل عاصي قال ان هذه المسلسلات لا تمثل واقع تركيا و ان بنات تركيا لسن متحرارت كما تظهرهن هذه المسلسلات
    شكرا مرة اخر اخي ابو ملاك

    ردحذف
  3. كتابة مميزة وطرح رائع .. شكرا

    ردحذف